(قصة حقيقية)
The railway man
عاش "إيريك لوماكس" (الذي قام بدوره في الفيلم "كوليس فيرث") وحيداً بعد الحرب حتّى قابل "باتريشا" (نيكول كيدمان) وأحبها، ولكنها اكتشفت أن زوجها يعاني من آثار نفسية مدمرة لما تعرض له أثناء الحرب.
فقد وقع لوماكس وكتيبته أسرى في يد الجيش الياباني إبّان الحرب العالمية الثانية.
وقد قرر اليابانيون استخدامهم في بناء خطوط السكك الحديدية، نظراً لأن بناء السكك الحديدية عمل شاق ومن الصعب أن تقوم دولة باستخدام مواطنيها في عمل كهذا، بل عادة ما تستخدم الأسرى أو العبيد لبنائها.
تعرّض لشتّى أنواع التعذيب لوقت طويل، قاموا بضربه وتعذيبه بشدة حتى اقترب من الموت.
كان الشخص الذي يقوم بتعذيبه ضابطاً يابانياً يدعى (نجاسي).
تركت قسوة التعذيب آثاراً مدمرةً في نفس لوماكس، وقد حاولت زوجته باتي مساعدته ولكنه لم يكن يريد التحدث عما جرى له. كان يريد أن ينتقم، وكان يتمنى كل يوم أن يرى الضابط نجاسي مقتولاً.
ذهب وراءه لينتقم حتى يستعيد نفسه، أخذ معه سكيناً وقرر أن يقتل هذا الضابط.
وقد قابله، وهذه فرصته لكي ينتقم، وضع السكين على رقبة نجاسي، ووضعه في قفص موجود من وقت الحرب، وكان يمكنه أن ينفث عن غضبه كل السنين الماضية ويقتله.
ولكنه لم يفعل، لأنه اكتشف أن الانتقام ليس هو الطريق الصحيح لشفائه، ووقف على حافة الجسر وألقى سكينه.
قال له الضابط نجاسي في خطاب إنه يشعر بالندم بسبب ما اقترفه، وأن المعاناة مثل سيف يخترق قلبه.
قرر لوماكس وزوجته الذهاب للضابط الياباني. وقابله في ذلك الممر بين الجبال، وسأكتب صيغة الحوار بينهم لأنها رائعة:
"عزيزي السيد نجاسي، لقد انتهت الحرب منذ سنوات، لقد عانيت الكثير، لكني أعرف أنك عانيت أيضاً، وقد كنت شجاعاً في العمل لأجل المصالحة، بينما لا أستطيع أن أنسى ما حدث وقت الحرب، ولكني أؤكد لك كامل غفراني، يجب على الكره أن يتوقف يوماً ما".
المفاجأة أن الاثنين أصبحا صديقين حميمين وظلاّ هكذا حتى وفاة ناجاسي عام 2011، وتوفي لوماكس عام 2012.
الفيلم رائع وخاصة أنه قصة حقيقية، وأيضاً لأنه يوضح الفارق العظيم بين الغفران وعدم الغفران، الفارق بين آلام الجروح التي لم تلتئم، والشفاء التام.